المتحــــــابين في الله
حينمايمتلئ قلبك حباً لله تعالى فتخضع جوارحك وتستكين نفسك امتثالاً وطاعة وانقياداًلى مولاك وخالقك ومن غمرك بفيض نعمه ،،، تتفرع من هذه المحبة الإلهية محبة كل من يشاركك في محبة الله والإنقياد لشريعته السمحة الغراء .
هذه المحبة التي تجعل قلبك يسكنه أقوام لم ترتبط بهم نسباً ولا قربى ، وإنما الأرواح المؤمنة هي التي تجاذبت ، وتلكم ـ والله ـ هي أشرف محبة وأثمن كنز ، ألا وهي : ( المحبة في الله ) بها تتآلف القلوب على طاعة الله وتنقادإ لى رضوانه وتسمو إلى قمم العلياء .
مصاحبة الأتقياء تزيدك قرباً منالله تعالى ؛ لأنهم يقودونك إلى الخير وإلى دروب الفلاح ، ومدارج السعادة .
يجتمع المتحابين في الله تعالى على حلقات الذكر التي يباهي بها الله ملائكة السماء ، وقد تراهم في حلقات تحفيظ القرآن الكريم ، أو في رياض العلوم الشرعية ، أو الأنشطةالدعوية ، أو في أي عمل من الأعمال الخيرية التي يرضى عنها الله تعالى .
أخوة المتحابين في الله تعالى منزهة عن المصالح الدنيوية يجمعهاالمحبة الصادقة في الله تعالى فيكون كل منهم صورة ومرآه لأخيه يقوّم اعوجاجه ويقوده إلى عالم الفضائل ، وإلى بساتين الجنان .
المتحابين في الله تعالى صدورهم تجاه بعضهم بعضاً بيضاء نقية كنقاء الثوب الأبيض ليس فيها مكان لدغل القلوب من حسد أو حقد أو عداوة وبغضاء ، وليس فيها مساحة لوعثاء الضغائن .
قلوبهم كأفئدة الطير تخشع لذكر الله تعالى ، وتأنس بكلام الرحمن ،وتتلهف لقرب ذي الجلال والإنعام .
الله تعالى يغبطهم الأنبياء والشهداء لبلوغهم منازل رفيعة ومقامات سامية ، ولذابشرهم ـ صلى الله عليه وسلم ـ بقوله : ( إن من عباد الله عباداً ليسوا بأنبياء ،يغبطهم الأنبياء والشهداء ، قيل من هم لعلنا نحبهم ؟ قال : هم قوم تحابوا بنور الله من غير أرحام ولا أنساب ، وجوههم نور ، على منابر من نور ، لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس ) رواه النسائي وابن حبان في صحيحه .
بمجالستك لأولياء الله الصالحين تكسب خيراً كثيراً ، وتنال أجراًعظيماً ، فهم إن تكلموا تكلموا لله ، وإن سمعوا سمعوا لله .
مجالسته متفوح بأحلى الكلام ، وتحف بها ملائكة الرحمن .
أوقاتهم معمورة بذكر الله، ومحروسة من القيل والقال .
مجالستهم تشرح الصدور ، وتمحو الذنوب .
إنهم حزب الله ، ألا إن حزب الله هم المفلحون .[center][i]